وجدان الشوهاني شهادةٌ مغايرة لكلِّ ما ألفناه، فمع كثرةِ المعاركِ التي شارك بها الإمام علي (عليه السلام)، إلّا إنّ مشيئة الله تعالى اقتضتْ أنْ يسقط بمعركةٍ، الكلُّ يخوضها، لكننا نغفل عنها، تلك هي معركة الصلاة، وأما الأرض فهي مسجد الكوفة وما أدراك ما مسجد الكوفة؟! ولكنّ الله تعالى أرادَ أنْ يرشدنا إلى بابِ مدينةِ العلمِ التي كم جاهد النبي (صلوات الله عليه وآله) أنْ ينبّهنا عليها، ولكن دون جدوى، فقد صمّ البعض آذانهم عن سماعه، حتى شُهرتْ سيوف البعض بوجهِ الإمام علي (عليه السلام)! دعوني أرسم لكم ساحة المعركة، وكيف كانت شهادته (عليه السلام ). كعادته مترجلًا يسيرُ إلى أرض مسجد الكوفة، حيثُ ساحة النزال. خلع نعليه؛ لأنه في وادٍ مقدس، ووقف بين يدي ربه، يُلبي نداءه بإداء فريضة الفجر. تلك الصلاة التي يتغافل عنها الكثير، ويغيبون عنها مستسلمين للشيطان في سباتهم، بينما الإمام علي (عليه السلام) يُحاربُ الشيطان. بدأ النزال، وها هو يشتدّ، فالإمامُ عليٌّ يكبّر، يقرأ، يركع، يسجد، اشتدّ النزال عند سجوده (عليه السلام).. وا ويلاه! فعليٌّ بأوج القرب الإلهي، الكلُّ يتطلع إلى النتيجة، وإذا بصوتِه يعلو: "فُزتُ ورب الكعبة"، صرخ الجميع: ماذا جرى؟ هل هلك الشيطان؟! ما هذه الدماء التي ملأت المسجد؟! الكلُّ يُنادي: إنّه الشيطان تجسّد بشخصٍ اللعين (بن ملجم)، بعد أنْ عجز عن مقارعته وجهًا لوجه، حمل عليه وهو ساجدٌ يناجي ربه، فغدَرَه بضربةٍ على رأسه الشريف فتخضّبت لحيته البيضاء بدم الشهادة. مازال الإمام عليٌ (عليه السلام ) حيًا، لم يكن إلا جرحًا، سيعودُ بعد العلاج. ولكن للأسف، فالضربةُ مسمومةٌ، والسمُّ قد سار بكلِّ جسده الشريف، وها هي الأنفاس الأخيرة لخيرِ الخلق بعد رسول الله (صلوات الله عليه وآله)، وأُعلن عن رحيل أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بعد ثلاثة إيام. آنذاك، ارتجّت الكوفة؛ فقد قُتلت الصلاة في محرابها. مهلًا، لم تنتهِ المعركةُ بعد؛ فهي مستمرةٌ إلى يومنا هذا، إذ لم يكفِ الشيطانُ رحيل الإمام علي (عليه السلام) عن الوجود، فها هو يحاول أنْ يُمحوَه من عقول الناس، فيُثير الشكوك والشبهات، فها هو يسأل على لسان جنوده الذين يلبسون ألبسة التحضر. عن أي معركةٍ وشهادة تتكلمون، ما جرى ليس سوى صراعٍ حول الحكم؟ ولكن، الحمد لله فما زال هناك مؤمنون، يجيبون عن أسئلة بعض شياطين البشر. ويحَكم، رغمًا على أنوفكم. هي معركةٌ وشهادةٌ، ودليلُنا هو الأسر، أليس لكلِّ معركةٍ أسرى؟ ألم يذكر التاريخ أسْرَ اللعين بن ملجم؟ ألم يذكر الإمام علي (عليه السلام) في وصيته لولده الإمام الحسن (عليه السلام) أنْ يُعامله معاملة الأسير؟ إذن هي معركةٌ وشهادةٌ، ولكن شياطين البشر ما زالوا يحاولون زعزعة الإيمان، ويثيرون تساؤلات أخرى، وها هم يسألون: أين النصر؟ ألم يسقط شهيدًا كما تدّعون؟ بلى، إنّه شهيد، ونحنُ إن شاء الله تعالى على خطاه، ولكنَّ النصر عند أمير المؤمنين علي (عليه السلام) هو في الطاعة والقرب الإلهي، فلقد سقط وهو في موضعٍ أقربَ ما يكونُ فيه الإنسان من ربِّه، ألا وهو موضع السجود. فالإمام علي (عليه السلام) يُعلّمنا أنّ النصر بالطاعة والاقتراب من الله تعالى، حتى في كيفيةِ رحيله يُعطينا الدروس والعِبَر، فهنيئًا له ولكلِّ مَن تبع خُطاه على الشهادة والنصر. والسلام على باب مدينة العلم حين ولد وحين استُشهِد وحين يُبعث حيًا.
اخرىومتى لم تفز يا أبا الحسن؟! لتقول بختامها إنك فزت وأنت المعصوم! لعلك سيدي قلتها لتُخفف هول المصاب على محبيك.. فيواسون أنفسهم بما أعد الله تعالى لك من النعيم المقيم .. ولكي نَعي أن الثبات على الحق ليس على الهوى والرغبة بل يلازم صاحبه كالروح لا تنفك عنه إلا بموته.. #فزت_ورب_الكعبة
اخرىأيها الفجر تمهل، دع بزوغك الآن، فإن المنافقين قد حاكوا الجريمة، وحضر لتنفيذها عبد مأجور، قد باع آخرته بدنيا غيره... بينما أنا أتكلمُ وأتوسلُ للفجر أن لا يبزغ هذا اليوم، وإذا بي اسمعُ صوتًا قد هزَ أركان المسجدِ، حتى دخل إلى بيوت الكوفة، يا إلهي ما هذا الصوت الذي جلل الآفاق؟! نعم هتف جبريل: تهدمت والله اركان الهدى... قُتلَ علي المرتضى يا لها من ضربةٍ ادمت قلوب المؤمنين يا لها من ضربةٍ، بزغ الفجرُ حزينًا، وإلى اليوم نرى أثارها فلقد فقدنا أبانا أمير المؤمنين... #ضربة_المحراب
اخرىبقلم: زهراء المتغوي صباحكمْ من همّـهِ محــزِنُ صباحكم يبكي به السّوســــنُ . ومهجةُ (الجمعـةِ) مفجوعـةُ وزفـــرةُ الأرواح لا تسكــنُ . كفــرتُ بالأحـزانِ من بعـده وهل بغيــر حـزنــه أؤمــنُ؟ . هـا فكرةُ الإصباحِ مدهوشة قد عقدتْ من وقعها الألسنُ . صباح طعم اليتم يا والدي بحسـرةٍ يزفـــرُهــا المـــؤمن . (أي واعلياهٌ) ويبكي المدى مـحترقـًـا وينحبُ الموطـــنُ . (أي واعلياهٌ ) ونزفُ النّــدى أقسى فجيعات الورى يعلنُ . يئنُّ هـذا الأفقُ من رزئـــه وهـامُــه كهــامــه يُطعـــنُ . وللصّباح من أنين الشجـى روايـــةٌ يبكي لها السوسنُ
اخرى