Profile Image

مدونة الكفيل

خاطرة

ليلة القدر ليلة الألطاف الخفيات... قد جسدت رحمة الله تعالى وعطفه وحنانه وحبه لهذا العبد الفقير... كل شخص ناجى رب العرش وتاب من ذنب كبير... فتقبل الرب الجليل التوبة بشوق لهذا العبد البعيد... فغفر ذنبه وأعلن عتقه من نيران الحميم... سوى عبد واحد حين ناجى رب السماء العظيم ببكاء ونحيب صارخا بصوت شجي: رب ارحم شيعتي واعتق رقاب مواليّ وبصّرهم الطريق رب اغفر وارحم لأيتامنا فإنهم لا يعلمون ... رب ارحم هذا القلب الكسير الرؤوف .... واستجب دعائي بعتق الرقاب ... فجائه الرد سريعا ابشر يا ايها القائم الموعود قد غفرت الذنب حالا واعتقت الرقاب من ناري ... وأدخلت على قلبكِ السرورا ... وستقر العين عما قريب فجنودك قد أعدوا العدة بتطهير النفس من أجل الظهور وستظهر قريبا يا حبيب وابن الحبيب... #خير_من_الف_شهر

اخرى
منذ 5 سنوات
663

عمَّ يتَساءلون؟

بقلم: زهراء حسام تحت سماء ليلة الأوّل من شهر رمضان، ليلةٌ تلفّها ابتهاجات واستعدادات وأمنيات، إلا هو، طاولتُ عنقي لأراه واضحًا.. ياه! ما بك يا هلال اليوم وقمر الغد، صمتك هادر، يصكُّ الأسماع، تتبدد فيه التكبيرات والتهليلات وازدحام التهنئات، لم أرَ صمتًا أعجّ منه! لكلِّ امرئ يومئذ شأنٌ يُغنيه.. عن حزن القمر! أتذكّر أنّك أخبرتني بحالك، قلتَ: إنّه لا يختلف عن كلّ حال الكون، معْوجّ متهاوٍ، ومنكسر أعرج، يشكو لُغوبًا، وتعتليه صُفرة الانتظار.. للمهدي... قلتَ: إنَّ هذا حال المنتظرين، وما يصنع الانتظار... وقلتَ: إنَّ على الجميع أنْ يرقَب الكون المتعب، كيف أنه مرميٌّ على «قاف»، باتت تُسنده بإعياء، ثَقُل حملُها. مع كلِّ هذا أيُّها القمر، أنت في هذا الشهر مختلف.. - أجل أنا متناقض الآن، أزف الفرح وأخزن الكَمَد أنا المضروب بي المثل بالجمال والمَنسي وحيدًا في هذا السواد.. عمَّ يتساءلون، عن النبأ العظيم؟ أنا قمرُ ليلةٍ يُطبر فيها رأس الإمام، وليلة يتغير فيها وجه الإمام بلون عصابة جُرحه، وليلة يغادرنا فيها الإمام.. حتى الباب تشبّث بردائه، والحمام حوّط قدَميه... انفَصَمت العروة الوثقى، صاح جبرائيل والملَكُ صفًّا صفًّا، لكني والهواء والأرض لم نصنع شيئًا.. أوشكَت الغبراء أن تسيخ وعليّ يخطو إلى المسجد لولا حلم الله تعالى اختنق الهواء لولا شهقة الحسنين انطفأتُ أنا؛ لأحجب ظل زينب وهي تلوّح للجنازة: وداعًا يا حبيبي. لا تلُمني، لأول مرةٍ وأنا المولود في كلِّ شهرٍ من غير أبٍ وأمٍ، تملّكَني إحساسُ اليُتم.. وأمّا اليتيم فلا تقهَر.. لا تلمني، أنا فقط مِن الموجودات كنتُ أرىٰ عليًا في عساعس الليالي وهو يضيء وجوه اليتامى بأزهرَ مما تضيئني الشمس.. أنا الذي شابهَت دائريّتي أرغفة الخبز فأحبّني الأطفال.. أنا الذي انعكس ضيائي في آنيةِ اللبن، وعليٌّ ممسكٌ بها يسقي يتيمين في عرش حضنه. وفجأةً، أشهدُ يُتم العالَم إلى الأبد وما من عليّ له.. فجأة أرىٰ الأيتام يتكوّمون علىٰ باب دار علي، تمتد سواعدهم النحيلة بأكمامها المُهترئة، لتتزاحم آنيات اللبن بعد سماع نصيحة الطبيب بالإكثار من اللبن لأجل جرحه المسموم.. ثم لا تنفع، فيصبحون بيُتمٍ على يُتم! ربّ ارجعون لأيامِ علي لا تلمني.. وأسألك البكاء.

اخرى
منذ 5 سنوات
727

تأويلاتٌ عقائدية من دعاء الجوشن الكبير

بقلم: علوية الحسيني قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا} (1) الآية الكريمة أشارت إلى وجود أسماءٍ حسنى لله تعالى، وأمرتنا بالدعاء بها، وآيات بعض السور عددّت تلك الأسماء، ومن صعب عليه احصاؤها فليرجع إلى السنة النبوية المروية عن محمد وآل محمد (عليهم السلام) حيث يجدها قد أحصيت ودُوّنت. عدد تلك الأسماء لم يتفق عليه علماء الكلام والفلاسفة، فمنهم من قال بأنّها توقيفية -أي لا يمكن تسمية الله تعالى بغير ما سمّى به نفسه- وهم المتكلمون، وخالفهم الحكماء وقالوا بجواز تسميته تعالى بغير ما سمّى به نفسه -مع الحفاظ على قدسية الذات الإلهية وضرورة كون الأسماء لا يوحي بالجسمية بالإضافة إلى اختصاص إطلاق ذلك بأهل الاختصاص العقائدي-، فأسموه بواجب الوجود، وبسيط الحقيقة، وما شابه . وليس كلامنا في اختلافهم، بل في تعدّد الأسماء التي أُطلقت على الله تعالى في دعاء الجوشن، التي يلزم تأويلها؛ لأنّ ظاهرها يدل على أن يكون لله شيء يشبهه، وهذا كفرٌ؛ لأنّه مخالف لصريح الآية الكريمة: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء}(2). وعلى ذلك وجبَ تسليط الضوء على أمثال تلك المفردات الواردة في الدعاء، ضمن النقاط التالية: ■النقطة الأولى: مفرداتٌ تدلّ على كون الله تعالى جسمًا جاء في دعاء الجوشن الكبير: "يا اَقَرَبَ مِنْ كُلِّ قَريب" (4) "يا رَفيقَ مَنْ لا رَفيقَ لَه" (5) "يا رَفِيْق" (6) "يَا عَالِي" (7) "يا مَنِ السَّماواتُ مَطْوِيّاتٌ بِيَمينِه" (8) ظاهر هذه المعروف أنّها تدل على أنّ الله تعالى جسمٌ كأجسامنا يكون قريبًا علينا كقرب حبل الوريد بل أشد قربًا، أو أنّه تعالى رفيقٌ لنا كالصاحب الذي لا يفارق صاحبه، وأنّ له مكانًا عاليًا، وأن له يدين يطوي بها السماوات والأرض.... وجميع تلك المفردات تؤول؛ حفاظًا على قداسة الذات الإلهية. فبالنسبة إلى الثلاثة فقرات الأولى فيجب تأويلها إلى مصاحبة ومعيّة الرحمة والعناية الإلهية، والقرب منها، لا أن يصاحب العبد، ويكون مع أو قرب الله سبحانه. *وسبب تأويل تلك المفردات هو: لأنّ الله تعالى ليس جسمًا، فالجسم يلازم أن يكون له مكان، ثم ترافقه وتكون معه أو بالقرب منه، إذًا فالجسم محتاج إلى مكانٍ يحلّ به. فلو كان الله تعالى جسمًا لاحتاج إلى مكانٍ يحلّ به، والمحتاج لا يكون إلهًا، والله سبحانه يقول في كتابه العزيز أنّه هو الغني، وليس المحتاج الفقير: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد} (9). وقد ثبت بذلك أنّ الله تعالى لا يحدّه مكان، وبالتالي يكون تأويل مفردات الدعاء: يا من رحمته أقرب من كلّ رحمة، ويا من رحمته مرافقة لنا، ويامن رحمته معنا أينما كنّا؛ فجميعنا محتاج إلى رحمة ربّه حدوثًا وبقاءً -كما يقول المتكلمون-؛ أي منذ أن أخرجنا الله تعالى من كتم العدم إلى ساحة الوجود، وأفاض علينا الحياة فحاجتنا إلى رحمته وعنايته وتدبيره إلى ما لا نهاية، أي في جميع العوالم (ذر، دنيا، برزخ، آخرة). وهكذا بالنسبة للعلو، فالعلو المقصود به هنا ليس العلو المكاني، المشار إليه بالحواس، بل المراد منه علو الشأن والعظمة له سبحانه، ولهذا يجب تأويل هذه المفردة بذلك. وسبب التأويل: لأنّ عالي المكان محتاج إلى المكان، والمحتاج إلى المكان جسم، والله سبحانه غنيٌ كما أثبتنا. وهكذا بالنسبة لإثبات اليدين لله تعالى، ليس المراد بها اليدين الجارحتين، بل المراد منها القدرة الإلهية، ولهذا يجب أن تؤول؛ لأن من كان له يدان فهو جسم وهما جزء من ذلك الجسم، والجسم محتاجٌ إلى أجزائه، والمحتاج ليس إلهًا، فهو الغني عن العالمين فكيف به يحتاج إلى يدين؟! ■النقطة الثانية: مفرداتٌ تدل على اثبات الشعور النفساني لله تعالى جاء في دعاء الجوشن الكبير: " يا مَنْ يُحِبُّ الصّابِرينَ يا مَنْ يُحِبُّ التَّوّابينَ يا مَنْ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرينَ يا مَنْ يُحِبُّ الُْمحْسِنين" (10) "يا اَحَبَّ مِنْ كُلِّ حَبِيْب" (11) "يا حَبيبَ مَنْ لا حَبيبَ" (12) "يا اَنيسَ مَنْ لا اَنيسَ لَه" (13) "يا مُرْتاح" (14) فظاهر هذه المفردات يدلّ على اتصاف الله تعالى بشعورٍ نفساني نتيجة اختلاجاتٍ نفسية حسية تحصل في الدماغ، فيشعر بالحب والارتياح! ويجب تأويل تلك المفردات؛ حفاظًا على قداسة الذات الإلهية، فيؤول الحب باللطف والرحمة، وهما صفتان فعليتان من صفات الله سبحانه. وسبب التأويل هو: لو اتصف الله سبحانه بشعور الحب للزم أن يكون له دماغ يجري فيه عمل الخلايا الدماغية التي تتولى إرسال الإيعازات إلى الدماغ -كما هو الحال عند البشر-، وهذا باطل؛ لأسباب منها: كونه ليس جسمًا حتى يكون له دماغ، كما نفينا عنه الجسمية قبلًا، وعلى فرض عدم تجسيمه فمجرد شعوره هذا فإنّه سبحانه سيكون شبيهًا بمخلوقاته، وهذا باطل أيضًا؛ بدلالة الآية المحكمة: {ليس كمثله شيء}. وهكذا بالنسبة لصفة الارتياح، بالإضافة إلى لزوم أن يكون الله تعالى جسمًا، وهو باطل كما أثبتنا، فكذلك نقول: لو اتصف الله سبحانه بالارتياح للزم ثبوت التعب والإعياء له؛ فالارتياح يأتي بعد تعبٍ وإرهاقٍ وإعياءٍ شديد. وهذا محالٌ عليه تعالى؛ فمن يتصف بتلك الصفات ليس إلهًا؛ لأنّ الإله قادرٌ قدرة مطلقة، يقول للشيء كن فيكون، أو يخلق الخلق بمراحل تدريجية لحكمةٍ هو أعلم بها. ثم إنّه مخالف لصريح الآية الكريمة: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوب} (15)، فاللغوب هو التعب والإعياء، والله تعالى يقول أنّه خلق السماوات والأرض ولم يصبه تعب. ■النقطة الثالثة: مفرداتٌ تدلّ على حلول الله تعالى في مخلوقاته، وحلولهم به جاء في دعاء الجوشن الكبير: "يا مَنْ كُلُّ شَيْء مَوْجُودٌ بِه" (16) "يا مَنْ كُلُّ شَيْء قائِمٌ بِه" (17) فظاهر هذه المفردات هو الحلول، وهذه عقيدة باطلة لم يقل بها محمد وآل محمد (عليهم السلام)، ولهذا وجب تأويلها إلى أنّ كلّ شيءٍ موجودٌ بأمر وفعل الله سبحانه؛ كونه هو العلة التامة التي أوجدت معلولاتها -مخلوقاتها-. وكذلك يؤول إلى كلّ شيءٍ قائم بفعل الله سبحانه وإرادته؛ حفاظًا على قداسة الذات الالهية من أن تكون كالوعاء الذي يحوي مخلوقاته، أو المتحد معهم. وذلك انطلاقًا من الأصل العقلي القائل (إن وحدة حقيقة الوجود تلازم عمومية التأثير)، أي المؤثر واحد وهو الله تعالى، وما سواه هي آثاره وهي مخلوقاته؛ لأنّ الأصالة للوجود، فيكون هو المؤثر، والماهيّات اعتبارية فتقوم بالوجود كقيام المعنى الحرفي بالمعنى الاسمي -أي إنّ الحروف جميعها ليس لها معنى مستقل مالم توضع في جملة حتى تعطى معنى، فلو قلنا: (إلى) لا يدل إلاّ على معنى الانتهاء، بينما لو قلنا: (ذهبتُ إلى مكة المكرمة) دلّت الجملة على معنى تام، فالمخلوقات كالمعاني الحرفية. وبذلك يكون كلّ مخلوق موجودًا بفعل الله تعالى فهو قائم بفعل الله تعالى، ومنشأ ذلك هو أصل عقلي أيضًا يقول (بقيام المعلول بالعلة)، فجميع المعلولات -المخلوقات- تحتاج إلى علّتها التامة -خالقها- حدوثًا وبقاءً. وسبب التأويل هو: لأنّه لو اتحد سبحانه مع غيره فإنّ الناتج لا يخرج عن ثلاثة احتمالات: 1- أن يبقى الموجودان موجودَين، وهذا باطل؛ لأنّه خلاف نتيجة الاتحاد. 2- أن يُعدم الموجودان وينتج آخر غيرهما، وهذا باطلٌ؛ لأنّ الناتج أجنبيّ عنهما. 3- أن يُعدم أحدهما ويبقى الآخر، وهذا باطلٌ أيضًا؛ لأنّ المعدوم لا يتحدُ مع الموجود. وكذلك باطل من حيث منافاته مع الآيات القرآنية الدالة على أحدية الله تعالى، منها قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} (16). وبهذا تبقى عقيدة الشيعة الإمامية هي التنزيه، والتوحيد الخالص، وتأويل أي مفردةٍ تؤدي إلى سلب الكمال عن الله (جلّ جلاله). ___________________ (1) الأعراف: 180. (2) الشورى: 11. (3) ف 14 من الدعاء. (4) ف 54 من الدعاء. (5) ف 59 من الدعاء (6) ف 73 من الدعاء. (7) ف 36 من الدعاء. (8) ف 67 من الدعاء. (9) فاطر: 15. (10) ف 72 من الدعاء. (11) ف 45 من الدعاء. (12) ف59 من الدعاء. (13) الفقرة نفسها. (14) ف 65 من الدعاء. (15) ق: 38. والحمد لله الذي هو هكذا، ولا هكذا غيره.

اخرى
منذ 5 سنوات
2150

خاطرة

ذبذبات الموسيقى والصخب تؤذي الأذن التي اعتادت سماع كلمات القرآن لأن الأولى تبعثر ما تنظمه الثانية فانتقِ لنفسك ما ينظمك ويرتبك وما يقودك نحو الجنان ففيها ما لا أذن سمعت ولم يخطر على قلب بشر فلا قياس بين أصوات الدنيا والآخرة.

الخواطر
منذ 5 سنوات
656

خاطرة

أتعلم يا أبا تراب، منذ رحيلك ، ونحن لسنا بخير، فالعدل معلول ، والإيتام مصيرهم مجهول ، والفقر في طرقاتنا يجول يا ضربةً هدمت للهدى الأركان، #ضربة_المحراب

اخرى
منذ 5 سنوات
738

خير من الف شهر

في نهاية اليوم نطقت قائلة : إلهي، أتُراك نظرت إلي أنا أيضًا؟! إن لم تنظر إلي فسأصرخ بالبكاء! والله لأبكين، الهي توبتي مشروطة برضى الإمام افتراه رضي عني... ﴿قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ ﴾ اللهم هذا الشعور خير من الف شهر

اخرى
منذ 5 سنوات
732

التوكــــل

بقلم: نجاة رزاق شمخي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين. يقول (تعالى) في محكم كتابه الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم "يا ٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوٓاْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ" صدق الله العلي العظيم*١ بعد أنْ يُذكِّر (سبحانه) بالنعم التي منَّ بها على البشر ومنها دفع كيد اليهود الذين عزموا قتال المسلمين وإجلاؤهم من قبل النبي (صلى الله عليه وآله) من المدينة بسبب نقضهم العهد، يقول (تعالى): "واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون"، هناك ربطٌ بين الإيمان والتقوى والتوكل، فكُلّما زاد الإيمان زادت التقوى، وكلما زادت التقوى زاد التوكل على الله. يقول الشيخ ناصر مكارم الشيرازي: (يجب الانتباه إلى عبارة التقوى المشتقة من المصدر وقاية معناها حماية النفس من السوء والفساد).*٢ أهمية التوكل على الله (تعالى) إنَّ مسألة التوكل على الله من الفضائل الاخلاقية المهمة التي لا يتسنى للإنسان الوصول إلى مقام القرب الإلهي واطمئنان النفس إلا من خلالها، وحينما تطالع القرآن الكريم تلاحظ أنَّ صفة (التوكل) هي أبرز الصفات التي تتجلى في سيرة الأنبياء على مَر التأريخ. فهل بإمكان الإنسان البسيط أنْ يصل إلى هذه الصفة؟ وهل إنَّ التوكل يعني الاعتماد المطلق على الله تعالى بدون السعي وكسب الأسباب الطبيعية؟ ماهي الأعمال التي يجب على الإنسان القيام بها حتى يصل إلى مرحلة التوكل؟ أو لنقل هل إنَّ هناك رياضات روحية يجب على العبد ممارستها للوصول إلى حدِّ التوكل؟ أسئلةٌ نجيبُ عنها تباعًا.. أولًا: ما هو التوكل؟ التوكل: هو تفويض الأمور إلى الله والاعتماد على لطفه؛ لأنَّ التوكل من مادة (وكل)، بمعنى اختيار الوكيل والاعتماد عليه في تسيير الامور، وكلما كان الوكيل يتمتع بقدرةٍ أكبر وإحاطة علمية أكثر فأنَّ الشخص الموكِل يشعر في قرارةِ نفسه بالاطمئنان والهدوء والسكينة. وبما أنَّ الله (تعالى) قدرته لامحدودة وعلمه لامتناهي فحريٌ بالعبد أنْ تكون السكينة والاطمئنان هي التي تلامس قلبه وتدخل إلى أعماق نفسه. ثانيًا: ما مصاديق التوكل على الله (تعالى)؟ ذكر الله (تعالى) صفة التوكل في آياتٍ عديدة واقترنت أكثرها بسيرة الأنبياء (عليهم السلام) الذين يمثلون أبرز المصاديق للمتوكلين على الله (تعالى)، فنراهم قد تحملوا أعباء الرسالة وأذى قومهم فهذا النبي نوح (عليه السلام) يقول: "...فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركائكم ..."*٣ فهو يعيش حالة التوكل إلى حد الاستعداد لمواجهة الأعداد مع قلة المناصرين له ومع كثرة المستهزئين به من قومه، إنَّه التوكل على الله. ثم يأتي من بعده النبي هود (عليه السلام) حيث يقول (تعالى) في وصفه: "إنّي توكلتُ على الله ربي وربكم"*٤. فلم يكتفِ بعدم الاهتمام بمخالفيه وتهديدهم، بل إنَّه من خلال توكله على الله تعالى يعيش حالة القوة والشجاعة والسير في خط الاستقامة. وفي قصة النبي ابراهيم (عليه السلام) نقرأ أعظم درسٍ في التوكل عليه (تعالى)، حيثُ إنَّ النبي (عليه السلام) أسكن ذريته بوادٍ غير ذي زرعٍ استجابةً لأمر الله وتنفيذًا لإرادته. وكذلك النبي شعيب (عليه السلام) الذي يقول (تعالى) على لسانه: "...إنْ أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب"*٥ حيثُ يقول إنّه سيستمر في خط الرسالة متوكلًا على إيمانه بالله تعالى والتوكل عليه. كما إنَّ من مصاديق التوكل سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) فكم لاقى من العذاب والاتهامات في تبليغ الرسالة ولكنه كان في جميع أحواله متوكلًا عليه (تعالى). فتراه يجعل أحب الخلق إليه في فراشه ويهاجر إلى يثرب وهو في غاية الاطمئنان والتوكل بأنَّ الله تعالى منجيه من كيد الكافرين. وخاض (صلى الله عليه وآله) الحروب والغزوات الكثيرة وفي كلٍّ منها كان سلاحه إضافة إلى الاستعداد وتهيئة العدة والعدد هو التوكل على الله، حيث يخاطبه (تعالى) في سورة آل عمران قائلًا: "إنْ ينصركم الله فلا غالب لكم وإنْ يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون"*٥ ثالثًا: ما نتائج التوكل؟ يقول (تعالى): "ومن يتوكل على الله فهو حسبه إنَّ الله بالغ أمرِه قد جعل الله لكلِّ شيءٍ قدرًا"*٦. وهذا وعدٌ إلهي للمتوكلين بحلِّ مشاكلهم بشكلٍ حتمي، فكلُّ الأمور تحت إرادته ومشيئته. فلا تبتئس وتجزع مهما كانت المشكلات عصيبة أو ثقيلة. وقد يسأل سائل: إننا نعيش حالة التوكل ولكن النصر وحل المشكلات يتأخر أحيانًا؟ إنَّه (تعالى) حكيمٌ وعلمه وحكمته جعلت الأمور مرهونة بمواقيتها، ولأن الإنسان يغلب عليه الاستعجال والتسرع يريد كلَّ شيءٍ يجري حسب إرادته، ولعل تأخير أمرٍ يكون فيه صالح الفرد والمجتمع.. رابعًا: هل إنَّ كلَّ شخصٍ يستطيع أنْ يكون متوكلًا؟ نعم باستطاعة كلِّ شخصٍ ذلك، بل يجب على كلِّ شخصٍ أنْ يكون متوكلًا على الله تعالى، وإنْ لم يكن كذلك. وإلا فما الفارق بين المؤمن لسانًا وقلبًا وبين من إيمانه على طرفِ لسانه؟ إذا أتته الدنيا بما يشتهي فهو راضٍ وإلا فهو ساخط على مولاه. فمما لاشك فيه أنَّ العبد كلما قرُب من مولاه زاد إيمانه وتوكله عليه، وهذا الأمر لا يحتاج إلا إلى الثقة بالله تعالى والتسليم بأنَّ كلَّ ما يأتي منه خيرٌ أعجبكَ الأمر أم لا! ويجب التنبيه على أمرٍ مهم وهو (أنَّ التوكل لا يعني التواكل)، فقد يظن البعض أنّ التوكل عليه (تعالى) يعني أنْ يجلس الإنسان في داره والله تعالى يتكفل بمعيشته ومعيشة عياله بحجة أنَّه متوكل! والمريض لا يتناول العلاج بحجة التوكل! وهذا خطأ واضح؛ لأنَّ الله (تعالى) خلق العالم بناءً على قانون العلة والمعلول، والسبب والمسبب. يذكر الشيخ النراقي في جامع السعادات {فمن ظنَّ أنَّ معنى التوكل ترك الكسب بالبدن، وترك التدبير بالعقل رأسًا، والسقوط على الأرض كالخرقة المُلقاة، فقد أُبعد عن الحق؛ لأنَّ ذلك مُحرم في الشرع الأقدس}.٨ روي عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله): {ألا إنَّ الروح الأمين نفث في روعي: "إنَّه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله (تعالى) واجملوا في الطلب}٩. كما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): {إنَّ الغنى والعز يجولان، فإذا ظفرا بموضع التوكل أوطنا}*١٠ ولا غرابة في ذلك؛ لأنَّ العالم كله محضر الله (تعالى)، وإنَّ كلَّ زاويةٍ من زوايا الكون هي محل حضور ذاته المقدسة وعلمه وقدرته؛ لذلك على المؤمنين أنْ لا يخافوا بأي حالٍ من الأحوال، وأنْ يعيشوا حالة التوكل على الله (تعالى) ويسيروا بهذه الروح المعنوية لتحقيق أهداف الرسالة المقدسة وها هي سيدتي زينب (عليها السلام) في يوم عاشوراء تضرب أروع مثلٍ في الصبر على قضاء الله والتوكل عليه ... وهل هناك مدبرٌ غير الله يعتمد عليه الخائفون؟ وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين. ____________ ١-المائدة :١١ ٢-الامثل في كتاب الله المنزل ج٣ :٦٣٨ ٣-يونس:٧١ ٤-هود:٥٦ ٥-هود: ٨٨ ٦--ال عمران :١٦٠ ٧-الطلاق :٣ ٨-جامع السعادات :٦٠٧ ٩-نفس المصدر ١٠-الوافي ج٣:ص٥٦ عن الكافي

اخرى
منذ 5 سنوات
1369

خاطرة

يومض هذا السؤال في كل موسم، ولطالما كانت الإجابة متشابهة ماذا سنفعل في العيد يا أمي؟ لكننا في كل عام نكبر فيه نكرر الأفعال ذاتها بنوايا مختلفة تبدأ من شراء ما نحب إلى شراء ما يحب أعزاؤنا، نزور من يحبهم الله عز وجل قبل زيارة اأحبائنا، نتبادل التحية قربة لله تعالى بعد أن كانت عنوان طفولتنا، حتى انتهى بنا هذا العيد إلى تهيئة ملابس الأيتام قبل ملابس اطفالنا كبرنا يا أمي وكبر حب الله تعالى في قلوبنا #عيد_بطاعة_الله

اخرى
منذ 5 سنوات
721

خاطرة

أيام مضت سريعًا والباقي خلاصة الشهر وموائد الرحمن عامرة وأبواب الجنان مفتّحة والشياطين مغلولة فماذا تريد أيها الغافل لتنتبه من غفلتك ها هو #شهر_التوبة

اخرى
منذ 5 سنوات
597

صباح الرّضا والحمد

بقلم: زهراء المتغوي حملتُ إلى الأيامِ درعَ ابتسامتي وألقيْـتُ أثقـــالَ الهمومِ ورائــي وفوّضتُ أمري صاحبَ الأمرِ كلّه وقلتُ لـــهُ يـــا مُدركَ الضّعفــاءِ رفعتُ كفوفَ الحلمِ أبغي نـواله لأبسطـهـــا في رغبـــةٍ ورجــــاءِ ورغم انكفائي في دروبِ توجعي حملتُ إلى الأوجـاعِ يـــاءَ نـــداءِ ورتّلتُ يا الله والنّــورُ طــاف بي ليُشـرقَ من كهف العبوسِ ضيائي على الله في كـــلّ الأمورِ توكّلي ولي ثقـةٌ حتمــًا يجيبُ دعــائي وما لي سـواهُ في البليةِ موئــلًا وأرجـوهُ مقصـودًا لـدفعِ بلائي يفيضُ على قلبي الكسيرِ تحنّنًا ويسمعُ في ليلِ الكروبِ دعائي ويخجلُ حزني من جمالِ صنيعه فيضحكُ مسرورًا مـــع السّعـداءِ وأسمو بـحمدِ الله في كلّ لحظـةٍ وأتلــو على سمع الوجودِ ثنـــائي

اخرى
منذ 5 سنوات
774

خاطرة

جعل الله الحكيم في صنعه اللطيف بعباده نظاماً متكاملاً للإنسان محكماً بإتقان من جميع جهاته إلا أنّ النفس الإمارة بالسوء والشيطان الغوي يحفرون بمعاولهم ثغرات الفساد والافساد في الأرض... تلك حدود الله فلا تعتدوها

الخواطر
منذ 5 سنوات
782

خاطرة

ساعد الله قلبك يا مولاي يا حُجة الله، كيف حالك اليوم وأنت تسمع وترى ما يحصل في بلد الأنبياء والأئمة الطاهرين ، بلد الامام الحسين (عليه السلام) أيُ بلاء هذا الذي حل بنا، وأيُ علم رفع اليوم! عجل إلينا سيدي يا بن الحسن فقد ضاقت الصدور، في أعظم الشهور وأعظم الليالي والأيام، ذُبحت الفطرة الإنسانية فضلًا عن السجايا الاخلاقية. اللهم إليك المشتكى وعليك المعول في الشدة الرخاء.

اخرى
منذ 5 سنوات
693