Profile Image

مدونة الكفيل

خاطرة

إياك أن تستسلم للظروف مهما كانت قاسية... اقهر الظرف واصنع الفرق، وإياك والتراجع، فما انقادت الأيام إلّا للصابر الطموح. قد تتعب... يمكن أن يتسلل إليك الشعور باليأس.... وقد تحدثك النفس: كفى، فإنك لا تستطيع... لكن إياك إياك أن تصدق... أنت قوي... وما يحيط بك من ظروف عصيبة هي التي ستصنع منك بطلا... فمن رحم الآلام يولد الكبراء... ومن أعماق المأساة يبرز العظماء.. وما كل تلك العراقيل والصعوبات إلا بمثابة فرن سيصهر معدنك لتبدو أكثر اشراقا وأعظم صفاء... استعن بالله تعالى واعلم أن كل ما تمر به هو من ألطافه، وحسن تدبيره لإعدادك للقادم من حياتك. قاوم العتمة... أخرج إلى النور... وسبح باسم الرب الغفور.... وقل: شكرًا لأنك منحتني القوة للمقاومة، واعطيتني القدرة على تحدي الصعاب والاستمرار والمداومة...

اخرى
منذ 5 سنوات
744

خاطرة

لن تعجز روحٌ وثقت بالله تعالى ان تخرق حجراً اصم... ولن يخيب قلبٌ قال: يا رب.. فباليقين تُصنع العجائب.. وبالمناجاة تُنال الرغائب...

اخرى
منذ 5 سنوات
786

خاطرة

ولادتي لا تختلف كثيرًا عن ولاداتكم، أيها المُحدقون بي! تأملوا فيها وتفكروا معها: من أخرجكم من بطون أمهاتكم، بذات القدرة اخرجني! #بلاغة_أبكم

اخرى
منذ 5 سنوات
707

خاطرة

سمعت نداءً اخترق جدار الزمن يا أيها الأموات استيقظوا إلى متى هذا السبات؟ الى متى هذا الخوف؟ اما آن الأوان للتغيير؟ من ظالم إلى ظالم... ومن سارق إلى سارق... وأنا أرى الأطفال تبكي جوعًا. والأرامل حُزنًا... وبلدي نهبًا... فخرجت... حطمت جدار الخوف... وناديت بأعلى صوتي: أريد وطني السليب... أريد وطني الحبيب... انتهى زمن الطغاة... وها أنا ذا قد عدتُ إلى الحياة.

اخرى
منذ 5 سنوات
625

خاطرة

لا تتردد كثيرًا في اتخاذ القرار فإن البناء مستمر ولن ينتظرك أحد بل قد تتأخر لدرجة أن يتلاشى وجودك وعندها يُهال فوقك التراب ومهما حاولت الخروج منه ومهما صرخت... فلن يسمعك أحد.

اخرى
منذ 5 سنوات
698

خاطرة

وأنت تشق طريقك نحو هدفك، احرص على لباس التقوى...

اخرى
منذ 5 سنوات
773

خاطرة

سيدي يا صاحب الزمان.... لقد ضاقت الصدور.... وبلغت القلوب الحناجر... ألا من نظرة سيدي... تروي ظمأ من تعطش للقائك... "مَسَّنَا وَأَهْلَنَا ٱلضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَٰعَةٍۢ مُّزْجَاٰةٍۢ فَأَوْفِ لَنَا ٱلْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ يَجْزِى ٱلْمُتَصَدِّقِين"َ... عجل فدتك الروح يا عزيز فاطمة... متى ترانا ونراك وننثر الأرض عبيراً للقاك...

اخرى
منذ 5 سنوات
957

خاطرة

أجمل لحظاتك... حين تتخطى المألوف في نفسك.. سأستمر وإن تُوهمتم أني قد توقفت.. تجاوز جدار الخوف... تجد حياة جديدة.. قد تغرق دون أن تشعر إذا واصلت التفكير بمنظار واحد.. لم يولد المبدعون بين ليلة وضحاها..

اخرى
منذ 5 سنوات
796

دورُ الزهراء (عليها السلام) في تكوين الأسرة

سماحة السيد محمد صادق الخرسان (أعزه الله) ألقيت يوم 14 شباط 2020 على جمع من طالبات جامعة أم البنين الإلكترونية ومن طالبات معهد تراث الأنبياء ومن طالبات جامعة الكوفة وجامعة بابل. من الواضح للجميع أنَّ العالَم يتجه نحو الرقمنة واستعمال الأجهزة الذكية من المحمول والكمبيوتر وغيرهما، وبدأ يكثر التعامل مع هذه التقنيات الحديثة، لكن – كما هو واضح –إنَّ الانتفاع بها مرتبطٌ بأنظمةٍ وقوانين ومنها: إدخال الرقم السري أو الباسوورد؛ منعًا للاِختراق، وحفظًا لخصوصية الشخص. وهو أمرٌ إيجابي؛ لأنه وقايةٌ من اطلاع الغير على خصوصياته من دون إذنه، فكان إجراءً احترازيًا اتخذته الشركات المصنِّعة لحفظِ المعلومات وصونها عن العبث. كما هو أيضًا دليلٌ على احترام خصوصيات المستخدِمين. وحيثُ إنَّه كما قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) : (في كلِّ شيءٍ موعظةٌ وعبرة لذوي الألباب والاعتبار)١، وأيضًا عنه (عليه السلام): (كلُّ نظرٍ ليس فيه اعتبارٌ فهو سهو، وكلُّ سكوتٍ ليس فيه فكرةٌ فهو غفلة، وكلُّ كلامٍ ليس فيه ذكرٌ فهو لغو. فطوبى لمَنْ كان نظرُهُ عِبرةً وسكوتُهُ فكرًا وكلامه ذكرًا)٢. فيمكن للعاقل أنْ يستفيد شخصيًا من مواقفِ حياته ومشاهداته خلالها؛ ليتعظ بتجارب غيره ويعتبر من أخطاء غيره ولا يُكررها. وهنا يمكن أنْ نتساءل هل خاصية الرقم السري في الأجهزة الذكية فقط، أو يوجد ذلك عند الإنسان أيضًا؛ لأنه إذا كان الإنسان قد صنّع الأجهزة الذكية ووضع شروطًا للانتفاع منها، فهل أنَّ الله (سبحانه وتعالى) الذي خلق الإنسان لم يجعل له خصوصيةً ليحفظه من اختراق العابثين؟ أو أنَّه (تعالى) قد خلق الإنسان وزوّده بما يحفظه لكن بعض الناس أهمل الاحتفاظ برمزه الشخصي والرقم السرّي الخاص به؟ إنَّ ما نُشاهده من عظمةِ ما خلقه الله (تعالى)، يدلنا على وجود رمزٍ شخصي ورقم سرّي لكلِّ إنسانٍ، لكن يتسامح بعض الناس بحفظه ولذلك يخترقه العابثون حتى ينخدع أو يضطر إلى ترك بعض ثوابت الأخلاق والشريعة التي وُجدت لحفظِ الإنسان من ولادته إلى موته. فإذا تركها الإنسان وسمح بانتهاك خصوصيته فإنه حتمًا سيتعرض للابتزاز والسقوط، وقد لا ينتبه لنفسه فتفوته فرصة التراجع والتصحيح. والمقصود بالرمز الشخصي والرقم السرّي للإنسان هو: ما يُسمى أحيانًا بالفطرة أو الأخلاق أو تربية الأهل وما يتلقاه من البيئة، بحيث تتكوّن عند الإنسان حصانة ذاتية لنفسهِ بسبب استماعه لنداء الفطرة والضمير وتفاعله المستمر؛ فإذا أهمل ذلك فسيندم في وقتٍ لا ينفعه ندمه؛ لأنَّ الإنسان من خلال الفطرة التي خلقه الله عليها يتمكن من التمييز بين الحسن والقبيح، فيعرف أنَّ هذه الحالة صحيحة و تلك غير صحيحة. فالفطرة نظام يعمل من خلال المحددات الأخلاقية التي تقوم بدور جهاز الحماية الذي يعمل بتلقائية عند الإنسان، وهو مفيدٌ جدًا لحفظِ الإنسان؛ فبالأخلاق يستقيم الإنسان في سلوكه ويكون مهتمًا بتحصين نفسه من الجهل وأمراض الروح، لكن إذا لم يستجب أحدٌ لنداء فطرته وضميره، فسيسهل جدًا اختراقه وسلب خصوصياته، وهو ما يحصل عندما يتجاوب بعض الشباب مع غرائزهم فيفقدون توازنهم وأهم ما عندهم، ولا يمكنهم بعد ذلك تعويضه بشيء. ولهذا يجب علينا الانتباه وعدم الغفلة عن أخلاقنا وتربيتنا لأنها ضماناتُ وقايةٍ من أنْ ننزلق ونخسر كلّ شيء، وقد لا يمكننا التراجع؛ لانتهاء الوقت المحدد لاستضافة الإنسان في الدنيا، وعليه مغادرة قاعة الامتحان الكبرى منتظرًا إعلان النتيجة. وبالتالي كان للإنسان ما يحفظ خصوصيته كما كان للأجهزة الذكية ما يحفظ خصوصية مستخدِميها. والاستماع لنداء الفطرة والضمير يمنع من التورّط بمجازفات الغريزة ومشكلاتها. وللإنسان حريةٌ تامة في الاختيار ما بين الفطرة والغريزة؛ لأنَّ مساحة المباحات أوسعُ من مساحة الممنوعات على الإنسان، وإنّما قد يتوهم الإنسان أحيانًا قلة المباح له، وسبب توهمه ذلك إما خضوعه لضغط الغريزة، أو سيطرة الجهل بواقع الأمور عليه حتى تصوّر أنه مُضيّقٌ عليه ولا بُدّ له من التمرّد على الأخلاق التي تربّى عليها، لكن الواقع شيء آخر؛ ولهذا يجب أنْ نحتفظ بتوازننا بين العقل والعاطفة، وبين التصوّر والواقع؛ لئلا نفقد مصداقيتنا أمام أنفسنا ومجتمعنا، وعندها يصعب التراجع، كما لا يمكن التعويض دائمًا، وبالتالي يجب ومنذ البداية حفظ الرمز الشخصي الذي جعله الله (تعالى) للإنسان منذ خلقَهُ والذي يبدأ بالعمل من الولادة حتى الوفاة، ومعرفة الطفل ببعض القضايا، وأنَّ هذا صحيح أو معيب، واستجابته لتعليم والديه أدلُّ دليلٍ على أنه مُزوّد ببرنامج الفطرة التي يتعرف من خلالها على قائمة الصحيح من غيره. ولابُدّ من أنْ نحافظ على هذه الفطرة؛ لأنها تطبيقٌ زودنا الله (تعالى) به ولا يحتاج إلى تنصيب، وإنما يحتاج إلى متابعة وعدم إهمال حتى ننتفع منه. ومن خصائص الفطرة: أنها ذات توصيات لا يستغني عنها الإنسان مهما كان؛ لأنَّ كلّ إنسانٍ -ذكراً أو أنثى- يحتاج التذكير والتعديل، وإنْ كانت الأنثى تحتاج إلى ما لا يحتاجه الرجل من أمورٍ في الحياة، وهذا ليس بغريب؛ فنحن عندما نستعمل المحمول - مثلًا– نجده يحتاج إلى برامجَ وتطبيقاتٍ وملحقات لا يحتاجها الكمبيوتر، مما يعني أنه من الطبيعي أنْ تتعدد حاجات أفراد الجنسين؛ فتحتاج الإناث إلى التذكير بأهمية الحجاب والعفة والتعلّم؛ كي لا يستغل بعضهن أحدٌ ثم يتركهن يندبن حظهن. وأما الذكور فيحتاجون إلى تحفيزهم على التعلم والعمل وتحمل المسؤولية، وهذا الاختلاف لا يلغي اشتراك الجميع بمُشتركاتٍ كثيرة منذ بدأ الله (سبحانه وتعالى) خلقهم، فالجميع يحتاج التذكير كيلا تنطلي عليه بعض الشعارات الخاطئة كالمساواة بين الجنسين مثلًا؛ فهو شعار مجحف بحق المرأة قبل غيرها؛ لأنَّه يمهد للرجل الاتكال على المرأة واستغلال تعاونها بلا إنصاف، كما يحوّلها الى أداة التذاذ. ولم ينفرد الإسلام بالتحذير من ذلك، فها هي عالمة الاجتماع الأمريكية الدكتورة (آليس روزي) قد حذّرت منه ايضًا عندما بيّنت أنَّ الفوارق البيولوجية المؤكدة بين الجنسين تمنع عن قبول الدعوة الى المساواة بينهما؛ لأنَّ إنكار هذه الفوارق كالوقوف في وجه تغيّرات الطقس أو إنكار وجود بعض الحقائق الواضحة٣. والسرّ في ذلك أنَّ الله (تعالى) قد صمم جسد كلٍ من الرجل والمرأة بحالةٍ تختلف عن الآخر؛ لاحتياج الحياة إلى هذين الجنسين، ولعدم استقامة الأمور بأحدهما، ولا بأنْ نجعل المرأة استنساخًا عن الرجل أو العكس، وإنما لكلٍّ منهما دوره الذي لا يؤديه غيره، وهذا بالضبط كحاجتنا يوميًا إلى الحديد والزجاج وغيرهما من أمور، فلا يعوِّض وجود أحدهما عن الآخر؛ إذ للحديد خواصه وحاجتنا إليه لا يُلبيها الزجاج الذي له خواص أخرى، فهذا رقيق وذاك صلب، ولذلك لا يمكن أنْ نقول إنّ الحديد أفضل من الزجاج أو الزجاج أفضل من الحديد؛ إذ لا معنى للمُفاضلة بين شيئين نحتاج كلًا منهما، فما نجده في رقة الزجاج في مقابل صلابة الحديد لا يقلل من أهمية الزجاج ولا يعني أفضلية الحديد؛ لأنَّ ما نحتاج فيه إلى الحديد يختلف عمّا نحتاج فيه إلى الزجاج، وبالتالي فالكون كله خلَقَهُ الله (عزَّ و جلَّ) الواحد الأحد الفرد، وما عداه موجودٌ على أساس ثنائية أنَّ وجودك مع وجود غيرك يتكاملان وتستمر الحياة. لكن في جميع حالات التكامل والتعامل بين اثنين تجب المحافظة على كرامة الإنسان؛ ولذا اهتم الإسلام في تشريعاته بمنع الاختلاط المشبوه حتى لا تتحول هذه النعمة الإلهية إلى أداةٍ للتسلية، فكأنه أراد إعطاء المرأة ما تحفظ به نفسها -الرقم الخاص– وأراد أنْ يعرّفها: أنَّ الالتزام بالحجاب والعفة كفيلان بتحصينكِ، وأنَّ أمانكِ الشخصي مرهونٌ باتباع أحكام العلاقات مع الرجل؛ لئلا يتطور الوضع بشكلٍ لا يمكنكِ السيطرة على نفسِك أو على الطرف الآخر، وعندئذٍ تكون الخسارة كبيرة ولا يمكن تداركها، وتكون المرأة هي الخاسرة؛ لأنَّ بعض الرجال لا يهمه شيء إلّا تحقيق رغبته، فإن تعكر مزاجه لجأ إلى العنف أو الكلام الجارح أو التنكيل بنشر خصوصيات الصور وأسرار المعلومات الشخصية لمَنْ ائتمنته على ذلك، لكنه للأسف لم يحفظِ الأمانة. ولهذا كان الإسلام قد اتخذ إجراءات السلامة للجنسين في جميع الحالات لأنَّهم عباد الله الذين كرّمهم بأنْ خلَقَ لهم العقل وبعَثَ لهم الأنبياء (عليهم السلام) كي يلتزموا بدلالاتهم على الخير وتحذيراتهم من الشر. بل كان من نعم الله (تعالى) أنْ أبقى لنا صلةً بالنبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) بعدما رحل عن هذه الحياة، وذلك من خلال وجود المعصومين (عليهم السلام) من أهل بيته الطاهرين. ولأننا نعيش هذه الأيام ذكرى ولادة الزهراء (عليها السلام)، وكان عنوان المحاضرة هو: (دور الزهراء (عليها السلام) في تكوين الأسرة) فلابد من تذكير الأخوات الحضور ببعض سيرة الزهراء (عليها السلام) وهي قدوة لنا جميعًا، لكن النساء مدعوات إلى الاقتداء بها (عليها السلام) أكثر؛ لأنها امرأة قد طالبت بحقوقها بلا تنازل عن حجاب أو غيره من أحكام الشرع، فكانت أقرب إلى وضع المرأة وتجسيدها لما يمكن للمرأة فعله عندما تحتاج إلى الخروج من بيتها؛ فالزهراء (عليها السلام) خرجت للمطالبةِ بحقوقٍ مغصوبة من فدك وغيرها، رغم كونها (عليها السلام) في حالةٍ صعبة جدًا حيث فقدت قريبًا، أبًا لا نظير له في الآباء فهو رسول الله (صلى الله عليه وآله)، علاوة على تألمها لالتفاف بعض الناس على بيعة الغدير واستيلاء الحاكم على الخلافة، لكنها رغم ذلك كله أعطتنا صفات الإعلامية الناجحة والكاتبة والمتحدثة البليغة بحيث دور النشر والفضائيات تنقل تلك الخطبة التي خطبتها في المسجد النبوي الشريف حتى الآن، رغم مضي أكثر من 1400 سنة على إلقائها لكنها ما زالت تهدي الإنسانية بالعلم والمعرفة إلى أسلوبٍ علمي للمطالبة السلمية بالحقوق المغصوبة، يتلخص في عدم استسلام الإنسان من جهة وعدم ترك التزاماته الشرعية والأخلاقية من جهة أخرى. ومما يؤسف له ما يحصل الآن من بعض النساء فإنها إنْ تعيّنت إعلامية أو في التعليم أو حتى بوظيفةٍ أخرى تبادر إلى التزين والتبرج، ناسيةً أنها بذلك تساعد الرجل على التعامل معها بعيدًا عن الأخلاق، علمًا أنّ بعضهن لا تملك ثقافة ولا لباقة في الكلام، بحيث لا تستطيع إتمام جملة واحدة من دون أخطاء! مما يعني أنّ التبرّج لا يكشف ثقافة المتبرجة، فلماذا ترخص المرأة نفسها إذاً؟ وتعطي الرمز الشخصي لغيرها فيستعمله ويؤذيها حتى يصل بها الحال أحيانًا إلى موتها، فضلًا عمّا يلحقها وأهلها من العار، فلماذا تساعد المرأة على حصول ذلك؟ وقد أكرمها الله (تعالى) بما جعل لها من قدوة النساء السيدة الزهراء (عليها السلام(. فلابُد أنْ تعرف المرأة أنّها لم توجد في هذه الحياة لتكتفي بأنْ تعيش وتحصل على شهادة التخرّج أو تتزوّج أو تستعرض الملابس، بل حيث وهبها الله (تعالى) العقل فهي قادرة على النهوض بدورٍ أهم وأعمق؛ لأنها كما لها حقوق أيضًا عليها واجبات؛ إذ يبدأ دورها من البيت وهو أصغر خلايا المجتمع ويستمر من خلال قدرتها على تشكيل الأسرة ومتابعة مراحل تكوينها ونموها، حتى أنها في بعض التفاصيل تستطيع إنجاز ما يعجز عنه الرجل، فعليها أنْ تعرف قدر نفسها بلا غرور، يعني تتوازن بين معرفتها بنقاط الخلل عندها، وبين مواصلتها لطريق الحياة و التزامها بالحجاب والعفة؛ لئلا يستغلها أحد، فيمكنها المشاركة في ميادين العلم والعمل مع انضباط السلوك وعدم التسامح لتحفظ نفسها بما جعله الله لها من وقاية وحصانة. وللمرأة دورٌ مهم جدًا؛ فهي صانعة الحياة بما تقدمه من تربية ‏الرجل، ذلك الولد أو الأخ، بل تشترك بشكلٍ أو بآخر بتطبيع الزوج‏ أو الوالدَين، ومع كلِّ هذه الإمكانات كيف يرضى أحدٌ بأنْ يقتصر دورها على إبراز المفاتن أو الحصول على الشهادة وكأنه انتهى كل شيء؟! رغم أنَّ بإمكانها أنْ تجعل من نشاطها الدنيوي رصيدًا لها في الآخرة، فتجمع بين الدنيا والدين بمعنى أنْ تبتعد المرأة عن معصية الله (تعالى)، فلا تترك واجبًا ولا تفعل حرامًا، وتستفيد من مساحة المباحات في حياتها لتُرضي أُنوثتها من دون مخالفة للشرع والأخلاق. فمن المهمٌ جدًا أنْ تعلم المرأة بأنَّ ممارستها لحريتها الشخصية لا يصح أنْ تكون على حساب الآخرين، فلا يمكن أنْ تختصر الحياة كلها بإظهار زينتها أو بمشاكستها مع الآخرين – بسبب انفعالاتها النفسية -، وإنما توجد عندها فرصة أخرى من دون محذور، وذلك بأنْ تعمل وتجعل عملها هو الذي يتحدث عنها، فالطالبة تهتم بالتعلّم والمعلّمة تهتم بالتعليم، والعاملة تهتم بالعمل الذي تعمله، والزوجة تحتوي الزوج وتستوعبه بحُسن التبعل والتحمّل، وكذلك الأم تهتم بتربية الأبناء والبنات وتعلّمهم التعامل الصحيح الإنساني والالتزام بأحكامهم الشرعية؛ لأنهم ليسوا فقط أبناءها وبناتها وإنما هم جيل المستقبل وسينقلون ما تعلّموه منها إلى جيل آخر وهكذا تستمر الحياة حتى ظهور الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه ‏الشريف) الذي سيملأ الأرض قسطًا وعدلًا ‏بعدما ملأت ظلمًا وجورًا، وحتى في عصر الظهور لا ينقطع عطاء المرأة للمجتمع، ولذلك عليها من الآن استثمار الوقت بالتعلّم وعدم تضييعه بتقليب صفحات العالم الافتراضي ‏بالموبايل وغيره، بحيث تبتعد فعلًا عن عالمها الواقعي وتقصّر في عملها لدرجة انْ يشكو من ذلك الزوج أو الأب أو الأخ أحيانًا ‏مع أنها قادرة على أنْ تعيش مع الآخرين بانسجام بحيث تعتني بأسرتها ولا تفهم الحياة بكونها إظهار الزينة أو معرفة تفاصيل الفيس وغيره؛ لأنَّ تفاصيل الحياة أكثر وأهم من ذلك، فلو أهملت المرأة نظافة بيتها أو نفسها مثلًا فإنّ ذلك يؤثر عليها جداً، وقد ينسي الرجل ما قدّمته له سابقًا. ولذلك على المرأة أنْ تنتبه إلى أنَّ وجود الإنسان في الدنيا مؤقتٌ وسيرحل عنها فهل قدّم شيئًا يُنتفع منه؟ وأنَّ هذا الجسد سيتركه في القبر ويذهب بروحه إلى عالَمٍ آخر وهناك يحتاج إلى رصيد الحسنات، وهي لا تجتمع إلّا من الأعمال النافعة الصالحة. فلابُد من الحرص على وقتها وتطوير أدائها في الحياة في داخل البيت وخارج البيت بما يضمن نجاحها في هذا الامتحان الذي ندخل جميعًا إلى قاعته وعلى العاقل أنْ يسعى إلى النجاح ويصمم عليه قبل الخروج من الباب الآخر الذي لا رجعة منه. وفُرَصُ نفع المرأة للمجتمعِ كثيرةٌ جدًا؛ لأنَّ الناس تحتاج المعلمة والمدرّسة والطبيبة وربّة البيت ‏والشاعرة والمهندسة والتي تعمل في المصنع وغيرها من حقول المعرفة والخدمة في مرافق الحياة ‏المختلفة التي تستطيع الإبداع فيها، فيُمكنها إثبات ذاتها في هذا المجال النافع. وقد يعترض أحدٌ بأنَّ الحجاب والعفة يقيّدان حرية المرأة، فلابُد من إعطائها حريتها الكاملة! والجواب يتلخص بالتالي: في جميع قارات الدنيا نجد أنَّ العقلاء يعتبرون من قمة التحضّر وضع أرقام سريّة عند الدخول للموبايل أو الحاسبة، وكذلك العقلاء يستعملون الملابس ويبنون الجدران والبيوت أو غيرها من أمثلة كثيرة، مع أنها جميعًا تقيّد حرية الإنسان لكنهم لم يتركوها بسبب هذا التقييد بل تعاملوا مع الموضوع بشكلٍ طبيعي جدًا وفي جميع المجتمعات، فالإنسان الذي يعيش حالة العقل وليست العاطفة لا يرفض بعض التقيّدات بل ولا يستغني عنها؛ من أجل حفظ نفسه أو أمواله، وليس من المعقول أنَّ جميع الناس في الدنيا لم يجدوا طريقة أخرى للعيش! ولا من المعقول أنهم لا يشعرون بقيود هذه التقيّدات التي يختارها الإنسان العاقل بإرادته حرصًا منه على سلامته؛ ولذلك يلبس ملابس وإنْ كانت سميكة جدًا، ويجلس بين جدران ويبني الأبواب ولا يقول هذه قيود. إذن فمن الطبيعي أنَّ الإنسان يحتمي مما يخاف وإنْ لم يشاهده، بل ويحتمي ايضًا لمجرد احتمال الضرر منه؛ وذلك لوجوب اتخاذ إجراءات السلامة، فالإنسان يخاف من الأعداء أو الحيوانات ويحتمي منها وإنْ لم يشاهدها، كما يحتمي من الفايروسات التي لا يراها؛ ربما فقط لأنَّ الطبيب يحذِّره منها فيسارع إلى التوقي منها مخافة أنْ تهاجمه وتهدد سلامة وجوده، وهذا من باب لزوم دفع الضرر ولو المحتمل، أي إنّ العقل يحتِّم على العاقل الابتعاد عن مصدر الخطر إذا احتمل حصوله، فيتوجب عليه أنْ يدفعه عن نفسه قبل وقوعه. إذا علمنا ذلك، فإنّ تساؤلًا يطرح نفسه وبشدة وهو: هل يوجد خطر أشد على كرامة المرأة من انتهاك عفتها؟ عندما يتغلب رجلٌ على عواطفها ويأخذ منها ما يريد ثم يتركها جثةً هامدة؟ أو أنه يورّطها في استعراض جسدها أو تهريب ممنوعات، وغير ذلك ثم يبدأ الابتزاز الإلكتروني أو التهديد بالفضيحة أو نشر الصور أو المحادثة، وغير ذلك من تصرفات تدلّ على الانحطاط. والجواب: إنَّ هذا الخطر يهدد حياة المرأة وأسرتها، فيلزم أنْ ننتبه جميعًا إلى ذلك ونطوّق دائرة الخطر، وتوعية المرأة بمخاطر استجابتها له مقابل لذةٍ عابرة أو مالٍ أو وعدٍ كاذب بالزواج أو الوظيفة أو النجاح؛ لأن جميع هذه الوعود وإنْ وفى بها حقًا فهي لا تعني شيئًا مقابل سمعة المرأة وأسرتها. كما أنّ الاستجابة تلك تعني الانحراف عن خط الزهراء (عليها السلام)، والانحراف عن مبادئ الإنسانية التي تؤكد على احتفاظ المرأة بما وهبها الله (تعالى) من الرمز الشخصي الذي لا يصح أنْ تمنحه في لحظةِ ضعفٍ أو عاطفةٍ لأحدٍ بحيث يبتزها و يتسبب بنهايتها المؤلمة. على حين يمكن للمرأة _ أيًا كانت _ أنْ تلتزم بمنهج الزهراء (عليها السلام) الذي ما زالت الأجيال تتناقله وترويه كموقفٍ كبير يعتز به الجميع؛ إذ جمعت بين المطالبة بالحقوق وعدم التهاون بأداء حقوق الله والإنسانية عليها. أسأل الله التوفيق للجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. _____________ ١ عيون الحكم والمواعظ، علي بن محمد الليثي الواسطي، ص141 ٢ الخصال، الشيخ الصدوق، ص98 ٣ للاطلاع على المزيد ينظر كتاب (المخ ذكر أم أنثى؟)، د. عمرو شريف ود. نبيل كامل، ص204و205، الطبعة السادسة.

اخرى
منذ 5 سنوات
1397

على جسر الألم...

تدافعت آمال شيعته ومحبيه، تزاحمت أشواقهم له، وهم يهمسون للقلب: لاعليكَ، اللقاء قَرُب!! وفعلا... قرب اللقاء، لكن ... كيفَ رأته شيعته؟ وأين؟ هل نعموا بعناقٍ طالما تاقت ارواحهم له؟ وكأن أياديهم تسأل حيرى: أينَ ذلك اللقاء الموعود؟ ألمْ يأن لنا ان نلامس كف الحبيب؟ تجيب العين بدمعة تحرق كل ما نمى من أملٍ برياض المشتاقين: أنّى لكم بذلك، فهلموا وتزودوا من ريحهِ المقدس، وهو يعرج إلى السماء.... التحق المولى بالرب الجليل... صابرا محتسبا، مسموما شهيدا...، غريبا على جسر بغداد... اَ يا اكف الموالين... ما من عناق، بل احملوا جسده المسجى... وارفعوه الى ارض شاء الله ان تضمه، واندبوا: وا غريباه... وامسموماه...

اخرى
منذ 5 سنوات
883

حقيقة العبادة

بقلم: حسين علي العبودي الإمام الكاظم (عليه السلام) أنموذجًا قال إمامنا الكاظم (عليه السلام) حينما أودع السجن: «اللهم إنّك تعلم أنّي كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك، اللهم وقد فعلت، فلك الحمد» (١) نعلم أن المعصوم (عليه السلام) في كل آن من آناته في عبادة لأن قلبه لا ينقطع عن ذكر الله تعالى... فهل كان منصرفًا عن العبادة حتى يقول: اللهم إنّك تعلم أنّي كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك؟! الجواب: لعل المقصود من كلامه (عليه السلام) أن هناك نوعين من العبادة: النوع الأول: عبادة المظلوم حيث لا إشكال أن عبادة المظلوم المحاصر من كل جهة المقترنة بالتضرع إلى الله تعالى للتخلص من المظلومية أكثر ثوابًا وكمالًا من الشخص الذي لم يرد عليه ظلم، فحمد الإمام (عليه السلام) الله تعالى أن فرغه لهذا النوع من العبادة. النوع الثاني: عبادة التزود من العبادة فإن الإنسان إذا أذعن بالرحيل إلى الله تعالى وعلم أن الأيام معدودة أصبحت عبادته تزودًا من العبادة ويمكن أن نسميها (عبادة الرحيل أو عبادة توديع عالم العبادة) كما ورد في الحديث الشريف عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام):《فإن اليوم عمل ولا حساب وغدًا حساب ولا عمل》 (٢) وكذلك ورد عنه (عليه السلام) حينما سمع رجلًا يذم الدنيا أنه قال:《أنها مسجد أحباء الله، ومصلى ملائكة الله ومهبط وحي الله، ومتجر أولياء الله، اكتسبوا فيها الرحمة، وربحوا فيها الجنة...》(٣) إذًا من أذعن بالرحيل أذعن أن هذه العبادة عبادة الوداع والرحيل والتزود، لذلك ينصرف إليها وأجلى مصداق لهذا النوع هو ما ورد في وصف حال الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه ليلة العاشر حيث ورد:《وبات الحسين وأصحابه تلك الليلة، ولهم دوي كدوي النحل، ما بين راكع وساجد، وقائم وقاعد》(٤) فلعلّ الإمام الكاظم (عليه السلام) كان قد سأل الله تعالى أن يفرغه لهذا النوع من العبادة و قد هيأ الله له ذلك. و قد يكون مراد الإمام (عليه السلام) العبادة بالمعنى الأخص فصحيحٌ أنّ المعصوم في كل آن هو في عبادة ولكن انشغاله بأعباء الإمامة _وإن كان بحد ذاته عبادة_ إلّا أنّه سأل التفرغ للعبادة بالمعنى الأخص وقد استجاب الله تعالى دعاءه وفرغه لذلك. هنا يُطرح تساؤل آخر مفاده: كيف نجمع بين طلبه (عليه السلام) بالتفرغ للعبادة وطلب التخلص من السجن؟ حيث ورد:《لما حبس هارون الرشيد موسى بن جعفر (عليه السلام) جن عليه الليل، فخاف ناحية هارون أن يقتله، فجدد موسى (عليه السلام) طهوره، واستقبل بوجهه القبلة، وصلى لله (عز وجل) أربع ركعات، ثم دعا بهذه الدعوات، فقال: يا سيدي نجني من حبس هارون، وخلصني من يديه، يا مخلص الشجر من بين رمل وطين وماء...》(٥) هنا قد يشار إلى وجهين: الأول: أنّ سجنه الذي سأل فيه التفرغ للعبادة هو غير سجنه الذي طلب منه الخلاص، فأول ما سجن في البصرة كان المكان مناسبًا جزئيًا للعبادة حمد الله تعالى أنّه سأل التفرغ للعبادة وقد فُرغ لها، ولكن لما أخذ إلى طامورة السندي بن شاهك وكانت طامورة ضيقة مظلمة لا يستطيع فيها (سلام الله عليه) حتى أن يحرك رجليه كان الوضع مؤثرًا على ممارسته للعبادة فطلبه الخلاص من السجن الذي يمنعه من العبادة لا الخلاص من التفرغ للعبادة. الثاني: أنّه (عليه السلام) لما سأل التفرغ للعبادة كان سؤاله لنفسه وحينما سأل الخلاص من السجن كان خلاصًا لشيعته حيث أنّ الإمام الكاظم (عليه السلام) لا يهمه أن يكون في سجنٍ أو غيره ولكن حينما حال بينه وبين شيعته الذين احترقت قلوبهم لوعةً على فراقه وتشتت أمورهم بعده، سأل (عليه السلام) الخلاص لهم لا لنفسه المقدسة مضافًا إلى ذلك أنّه لما كانت عبادته في السجن عبادة مظلومٍ وعبادة تزود وهما أرقى أنواع العبادة فحتى دعائه《اللهم خلصني من سجن هارون》هو بنفسه مصداق من مصاديق العبادة، إظهار للمظلومية وإظهار لتفويض الأمر إلى الله تعالى فلا منافاة بين الوجهين والحمد لله رب العالمين ______________ (١) الإرشاد ج٢ ص ٢٤٠ (٢) حلية الأولياء ج١ ص ٧٦ (٣) بحار الأنوار ج٧٠ ص ١٢٩ (٤) المصدر السابق ج٤٤ ص ٣٩٤ (٥) آمالي الصدوق ص ٤٦٠

اخرى
منذ 5 سنوات
1269

خاطرة

على جسر الألم أنتظر ابن سويد خروج إمامه المغيب في قعر السجون وظلم المطامير... كانت عيونه شاخصة لرؤية سليل الأطهار.. كان يمني النفس بعناقه... بالحديث الطويل معه... بعيدًا عن أعين الحراس وجلاوزة الجور... تزدحم في سماء ابن سويد الأمنيات... وتصطف الكلمات... وفجأة تبدد كل شيء... وانتهى الأمر.. فبدل أن يخرج إمامه لتكتحل عينه برؤيته، ها هو يرى أربعة يحملون نعش المظلوم ليتركوا على جسر بغداد جنازته... ولا زلنا نقف على جسر الألم ننتظر بزوغ فجر إمامنا الطريد الشريد، ونقاسي اللوعة والغربة الشديدة في غيبته. ولكن لن يكون حالنا كحال ابن سويد فهو رجع بألمه وعبرته، ونحن سنرجع إن شاء الله تبارك وتعالى حاملين بشرى عودته، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لنصرته والعيش تحت ظل دولته ورعايته.

الخواطر
منذ 5 سنوات
1048